في حضرةِ الغيابْ - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


في حضرةِ الغيابْ
نشوان عقاب أبو شاهين - 21\11\2010
تكللي بلون البقاءْ
عروس الغياب أنتِ
زهرةٌ... نمت جذورك في العراءْ
حتى التراب أخذوه منكِ!!
ولم العجله؟ فعودتهم اليه حتما...
من طهرك كانت نواتنا الأولى ...دنسناها
ضعنا في رحلتنا نحو نوركِ
خضعنا لسادية الليل، أمواتا...بحلةِ أحياءْ
لطقوس لا تشبه عنفوان الحياة في طيات الأفق
كانت نذورنا !!
كمن يلامس حافه الوعي في أطراف أنامله...
ثم يهوي نحو غيبوبة لا نهائيه
تبكيك الشموع في الكنائس القديمة
تغنيك ببحة اللهفة, صلاةٌ بين جدرانِ المعابدْ
والقلوب الموشومة بوسمة قهر, تصرخ بصمت
وحدكِ ...تصغين الى ما وراء صخب الحياة
وترتقين حيث لا يمكن أن نراك, ويمكنك أن تري مهزلتنا
وتبكين...
لدموعك التي سقطت سهوا...نما الزنبق
الى أعلى وأسفل بنفس الوتيره
من عرقك الذي بلل التراب فاح شذى الارتواءْ
من اطياف صفراء تسللت دون اذن ندى الصباح
لتعجن اسمك بأحرف من اسطوره
ألأرض التي داستها قدماك انتصبت احتراما
من أين تأتي الأرض بكل هذا الكبرياءْ!
تجلي بطيفِ الوجودْ
آلهة الحياة أنتِ
تائهة بين عدم ...وخلودْ
أيتها الساكنه مساكن الابدْ
يقيننا أنتِ فلا تتركينا
في رحلة صعودك ارفعينا ...
علَ الطين يغادر مسامات الجسدْ
ارسمي أيامنا بسنابل القمح
لوني قلوينا بحقول القطن
اذرينا مع الريح في بيدرك
إملائينا كأسا منك ودعينا
في ذروة نشوتنا ,نشرب نخب انبعاثنا
على ضفاف قدميكِ
على حافة العقل أو مشارف الجنون ربما
في زمن احتضار فرسان النور
فوق مساحة تمتد بين الألم والأمل
لم أعد أذكر أين ومتى
لكنني أذكر اللون الابيض
كان المكان ابيضا
كانت تفوح فيه رائحة الطهر الابيض
جرحك كان أبيضا يخلو من لون الانتقام
النوتات كانت ترقص على تموجات الهواء
بجنون ...أبيض
وصوتك لا أزال أذكره جيدا
ينادي ...موسيقاه تسكت ضجيج الروح:
كم مرة عليكَ أن تغرق حتى تدرك أن للأعماق قوانينها ؟
وأنه عليك حتى تكتشف معالمها أن تتعلم فن الغوص
كم من ريح ستبحر بك دون حتى أن تحاول..
أن تنظر تحت سطح الماءْ!
قف قليلا...
أصغِ إلى لحن الهدوء تعزفه أيدٍ خفية
على هامات قصب السكر
تذوق طعم الضوء على طبق من سماءْ
تمهل..دع الريح تداعب القدر
انحنِ بلذة من خشوع
كي لا تكسر
أُنظر الى حقيقتك الواقفه أمامك منذ الأزل
أطلق جداول النفس
تروي جنونك وتعقلك في آن معًا
وغداً...
مع أول مطر, حين تلتقي السماء و الارض
حين تروي دموع الآلهه أطياف الماضي
وتعبق رائحة التاريخ في كل مكان
غداً ...
في موسم غابات السنديان
حين تقتل انتفاضة الأخضر مساحة الصحراءْ
ستدرك أني ,دومًا, كنت هناك...في مكان ما
وسأكون